مرحبا بكم في موقع القرية الجراحية
   
 
  حقائق وخفايا تاريخية
الفصل الخامس

    حقائق وخفايا  تاريخية

    ومن ضمن الكتب الصادرة حديثا والتي تبحث في أحوال الأيزيدية ومعتقداتهم وعلاقاتهم بالأديان الأخرى وتاريخهم وأسس عقيدتهم وطقوسهم وأعيادهم و التي وصلتني وتمكنت من الإطلاع عليها كتاب ( الديانة اليزيدية بين الإسلام والمانوية ) لمؤلفه السيد محمد عبد الحميد الحمد المولود في الرقة / سوريا وهو أكاديمي حاصل على شهادة الليسانس والدبلوم في  الفلسفة من جامعة دمشق  و حاصل أيضا على شهادة الدبلوم في تاريخ وديانة وأساطير الهند من جامعة حيدر آباد الركن عام 1985  وعضو اتحاد الكتاب العرب وعضو الجمعية السورية لتاريخ العلوم  وله مؤلفات عديدة في مجالات اختصاصه .

       غير أنني عند مطالعتي لكتابه سجلت بعض الملاحظات على ما ورد فيها من معلومات  وهذه الملاحظات ليس سببها تعمد الكاتب وقصده المسبق وفق تصوري  ،  بل أعزوها الى اعتماد الكاتب على ما ذكره بعض من كتبوا عن الأيزيدية وهم يحملون قصدهم غير المتجرد والنية المسبقة بقصد الإساءة لدينهم وتاريخهم ومجتمعهم ،  فنقلها عنهم وكون فكرته عن الأيزيدية من خلالها فانسحبت أفكارهم وآرائهم عليه  ، غير أن الكاتب لو قدر له أن يتعايش مع الأيزيدية وهي ضرورة أساسية لمن يريد أن يكتب عن خصوصياتهم وأعرافهم وأسرارهم وطقوسهم وتقاليدهم وقيمهم الاجتماعية  ومفيدة جدا لتعزيز وجهة النظر في  بحوثه ودراساته وحتى تكون هذه الدراسات والبحوث قريبة من الواقع وتعكس بشكل صادق وحقيقي وجهة النظر هذه ،  فأنني أعتقد أن الكاتب  أي كاتب  لن يعتمد بالتالي على هذه المراجع وهذه الأخـبار البعيدة عن الحقيقة التي يتوخاها الباحـث في بحثه وسيعيد النظر في الكثير من  أفكاره  .

        يقول الكاتب محمد عبد الحميد الحمد في الصفحة ( 225 )  من كتابـــه ( الديانة اليزيدية بين الإسلام والمانوية )  الصادر عام 2002 عن دار الأوائل في سورية مايلي : ((  وتختلف عقوبة الزنى عند اليزيدية باختلاف ديانة الزاني ، فقد يسمـح لها مع اليزيدي وتقتل أذا زنت بأحد الغرباء عن الطائفة ، وهذا يتبع لعادة تحـريم الزواج من الأجانب )) . 

     ورغم أن الكاتب لم يشر الى مصدر من المصادر التي يستند فيها لهذه المعلومة الخطيرة التي تمس كيان المجتمع الأيزيدي  إضافة الى عدم معرفته الشخصية بقيم وأعراف الأيزيدية لعدم معايشتهم ومخالطتهم فأنه يبني استنتاجاته على التخمين والتصور أو لربما سمع بهذه المعلومة من أحد الحاقدين والملفقين ضد الأيزيدية  وأعتبرها حقيقة من حقائق الأيزيدية ، وخاصة أذا علمنا أن الدساسين والمفترين موجودين على مر العصور وفي كل مكان  ، وليس أكثر دلالة على ذلك ما ذكره الكاتب في الصفحة ( 10 ) من كتابه حينما يذكر أنه سمع من رجل كردي يدعى أبو شيخ موسى ما يفيد الى جواز أن ينام رجل الدين في فراش زوجة غيره مادام هذا الغير في الغياب ، وصاحب هذا الافتراء الشيخ أبو موسى وأن لم يكن مرجعاً دينيا أو تاريخيا أو أسما معروفاً فلا تصح شهادته المنفردة ولا يجوز الاستناد إليها في الحكم والبحث العلمي ،   وفي هذا أجحاف وخروج عن الحقيقة التي يطمح الكاتب للوصول اليها والتي هي تخالف تماماً ما أورده في مقدمة كتابه بقصد سعيه الى الحقيقة وليس اكثر ظلما من اعتقاد الكاتب في الصفحة (  14 )  من كتابه المذكور كون الأيزيدية من الطوائف المبتدعة بدعة يدينون بعبادة الشيطان ويقولون بالتناسخ وأن هذا المذهب لم يخرج من عباءة الإسلام  على حد قوله وانسجاما مع رأي السيد أحمد تيـمورمثلما ورد في الصفحة (  20)  من الكتاب ، ويتابع الكاتب فيقول ... (( وأن فكر المذهب أقرب الى الأسطورة منه الى الحقيقة ....)) ولكن هذه الأسطورة هي حقـيقة ملموسة ومئات الآلاف من البشر يدينون بعبادة هذا الدين  ، بالوقت الذي يوجب البحث العلمي المنصف المتجرد من القصد أيراد جميع الظواهر والحالات  التي يتوصل اليها الكاتب في عملية بحثه ،  ويناقشها بسعة صدر وعقلية منفتحة  ومن ثم يبدي رأيه فيها بفكر نقدي متفتح ، دون إطلاق الأحكام ببساطة سيما وأن للكاتب المذكور تجربة في الكتابة التاريخية عن صابئة حران وأخوان الصفا والفكر الآرامي والزندقة والأساطير  والأديان في الهـند   .  

         ولو تمعن الكاتب المذكور في كتابات  الأثاري الإنكليزي هنري لايارد الصادرة عام 1849 م في لندن سيما وأنه أطلع عليها وأعتبرها أحد المراجع في بحثه ،  حيث يذكر في كتابه المترجم لنا  من قبل المحامي السيد عبد القهار إسماعيل في الموصل وهي شهادة من شخص إنكليزي قبل أكثر من 150 سنة ينقل فيها بضمير متجرد ما شاهده وما لمسه من طقوسهم وتفاصيل  حياتهم ومفاصل اعتقاداتهم وحقائقهم وما حصل لهم من مقاتل وحروب  أذ ورد فيه  مايلي  : -  

        ( ما من أحد بقادر على دخول وادي الشيخ عدي في هذه المناسبة دون أن يطهر جسمه وثيابه ) ( وهكذا يستقبلون العيد وهم طاهرون ، أنني لم أجد قبل اليوم مثل هذا القدر من الجموع النظيفة في الشرق ، أما الثياب التي يغلب فيها البياض فلا تجد فيها وصمة )  

       (  ولم أعد أعجب أن تبعث مثل هذه الاحتفالات الصارخة القصص الزائفة عن الطقوس الفاحشة والأسرار الداعرة المزعومة التي جعلت لليزيدية أسماً بغيضاً في الشرق ) .

( أن اعتبار موقع الشيخ عدي موطناً لأعمال الفحش التي تنسب الى اليزيدية لاأساس له حيث أن الوادي بكامله موطن مقدس لا يجوز فيه آتيان أي عمل تنهى عنه الشرائع المقدسة )

( كما أن العديد من الزوار يخلعون أحذيتهم عند الاقتراب منه ويظلون حفاة طالما كانوا قربه ) .  

        ويبدو من نفي السيد هنري لايارد للقصص المزعومة أن هذه القصص والافتراءات ليست حديثة وأن تم أعادة  ترويجها حديثاً فأنها صاحبتهم طيلة الفترة  التي كان أعدائهم يعملون  ويستهدفون  وجودهم بالقتال وبالافتراءات وبالتغييب  وبكافة الأساليب التي سجلها التاريخ في محاربة الأيزيدية .  

         والحقيقة أن الأيزيدية قوم من الغيارى والذين يحسبون لقيم الشرف والعفة والسلوك والسمعة حسابات كبـيرة في حياتهم الاجتماعية  ، وليس أكثر دلالة على ذلك من احتقارهم للشخص الذي يرتكب الموبقة ذكرا أم أنثى ،  ويمكن تلمس هذه الأمور في مسألة الخطوبة والزواج والعلاقات الاجتماعية والبحث والتدقيق  فيما بينهم ، وعليه لايمكن أن يقبلوا بحالة الزنى مع أي أحد ،  وأنهم إضافة الى اعتبارهم الزنا من المحرمات الدينية ليس فقط فيما بينهم بل حتى مع الغرباء ، فأن حالات القتل غسلاً للعار في مناطق سكناهم  حدثت عندهم في مثل هذه الأحوال خلال عملي القضائي بالموصل إضافة الى ما هو متعارف بينهم من قيم التمسك بعفة الفتاة والتمسك بالأعراف والتقاليد العشائرية في مسائل الخطوبة والزواج  مما يدحض الاتهامات والزعم والكذب عليهم في هذا الشأن . ويورد المرحوم صـديق الدملوجي في كتابـــه ( اليزيدية ) في  الصفحة (  357 )  وما بعدها  من الحوادث والوقائع التي كان شاهدها شخصياً كونه كان يعمل بصفة مدير ناحية وقائممقاماً في قرى الأيزيدية ولمدة طويلة وما يعزز كلامي  ،  ما يدلل نفي هذه التهمة الباطلة وتأكيد كون العلاقة غير الشرعـيـة محرمة ليس فقط ديــنياً بل حتى داخل المجتمع الأيزيدي  . ومن الجدير بالذكر ماتحتمه ( المكارفة ) وهي من أعراف الأيزيدية الاجتماعية المرتبطة بالدين والتي يتخذ خلالها الأيزيدي شخصا أخر أيزيدي مثله أو مسلم أخاله ويرتبط معه روحيا وتصبح عائلة كل واحد منهما محرمة على الأخر وتمتد هذه العلاقة والتحريم الى عدة أجيال حتى يضحي الأيزيدي بماله وروحه من أجل التضحية لكريفة والمحافظة على حياته وشرفه فهل يجوز مع هذا الجنوح للتفكير بقبول الأيزيدي على الزنا المذكور ؟؟  أما ما يذكر من تخر صات في مسألة الخطف فهي لا تعدو كونها جزء من الموروث الشعبي للمجتمع الأيزيدي البعيد عن قيم وتقاليد المدينة ،  والتي تتعلق بمدى فروسية الرجل وإصراره على الزواج من الفتاة التي أختارها رغم كل الظروف وهذا ناتج من قيم المجتمع القبلي والعشيرة منذ زمان بعيد ، ويمكن اعتبار ذلك من الأعراف الريفية التي تمسك بها الأيزيدية  وقد أخذت هذه الظاهرة تتقلص أن لم تكن قد تلاشت أو تقلصت الى حد ما  بالنظر لاصطدامها بالقوانين والنصوص والتطورات الاجتماعية  التي تحكم تصرفاتهم اليوم ولاعلاقة لها من بعـيد أو قريب بديانة  الأيزيدية . 

    وفي الصفحة (  245 )  من كتابه أعلاه يذكر ( اليزيدية دين قبلي ، لا يتجاوز حدود المنطقة التي يعيشون فيها – جبال الهكارية وسنجار في العراق وجبل الأكراد في سورية – وكل عشيرة من عشائرهم الكردية لها وجهائها الذين يتمتعون بحقوق وراثية  أنتقلت لهم عبر اللغة والدين ) . 

    ورغم أن الأيزيدية تتجاوز حدود المنطقة التي تسكنها في العراق وتمتد الى أرمينيا وجورجيا وردستوف والقوقاز  وتركيا وإيران  وسورية وشمال العراق وأخيرا تبعثرت الآلاف من أبناء الأيزيدية في المهاجر تحت ضغط ظروفهم المختلفة ،  فأن الكاتب يعود ليوقع نفسه في التناقض حينما يذكر في الصفحة ( 253 )  بأن الطائفة الأيزيدية  تتكون من خليط من العشائر العربية والكردية ويؤكد هذا القول حين يقول في الصفحة ( 245 ) بأن الأيزيدية تتكون من  أعراق مختلطة عربية وكردية لابل ينسجم  في نهاية الكتاب في الصفحة(  262)  مع الطروحات التي يروجها و يدعو لها البعض تحت غطاء العماء الأيديولوجي  حول أحياء الروح العربية والزعم بأيقاظ الروح العربية داخل نفوس الأيزيدية فأن هذه   تتناقض مع كل الدراسات الحديثة التي – على حد قوله – تحاول التمويه والتعمية وطمس ملة الأيزيدية  من أجل منافع دنيوية ينالونها من بعض الدول الغربية .

    والحقيقة أن كون الأيزيدية ديانة مغلقة بقيت مقتصرة على الأكراد لم تنضوي تحت عقيدتها عشيرة عربية واحدة على العكس من جيرانهم الشبك في المنطقة مما كرس حقيقة كون الأيزيدية مجموعة من العشائر الكردية المعروفة في المنطقة ولاوجود لأية عشيرة عربية بينهم ، غير أن هذا لاينفي وجود أفراد من العرب بينهم لشتى الأسباب والظروف بصفتهم الشخصية لا بصفة عشيرتهم .   

    كما أنه يذكر في الصفحة ( 245 ) من الكتاب كون القوم فقط يطلقون على أنفسهم أسم ( الأيزيدية  ) في حين أن جيرانهم يسمونهم ( عبدة الشيطان ) أو (  القره باشية  ) . 

     ورغم أن الكاتب لم يحدد من هم جيرانهم ؟؟ هل هم العرب المسلمين أو المسيحيين أو الأكراد المسلمين و المسيحيين أو أنهم الأتراك أو التركمان أو الفرس أو الشبك  ، ومع كل هذا لم نسمع في المنطقة من يسمي الأيزيدية بأية تسمية تقلل من شأنهم أو تحط من ديانتهم ، ولو زار الكاتب المذكور أو غيره منطقة بعشيقة أو بحزاني المجاورة لمدينة الموصل في العراق ،  وتلمس بيده وشاهد بعينه مظاهر التعايش الجميل والمحبة والانسجام بين المجتمعات التي تسكن في هذه المدن والتي يسكنها الأيزيدية والمسلمين والمسيحيين ويمارس كل منهم طقوسه وأعياده ومناسباته الدينـية بكل حرية وتقدير من الأخر ، بالإضافة الى وجود الجوامع والكنائس والمعابد والمزارات في المنطقة .  

    وينتشر في محيط بلدة بعشيقة وبحزاني التي يسكنها الأيزيدية أديرة وكنائس تخص الديانة المسيحية وهي : -  ديرمار متي ودير ماركوركيس وكنيسة بحزاني وكنيسة بعشيقة الشرقية وكنيسة بعشيقة الغربية .

    أما الجوامع الإسلامية ففي بعشيقة على سبيل المثال لا الحصر  يوجد جامع الفاروق وكذلك الجامع الجديد في بعشيقة ،  مثلما توجد مسميات لأحياء كان يسكنها اليهود قبل رحيلهم وهجرتهم الى إسرائيل وخارج العراق. ومحيط صغير مثل هذا يضم كل هذه الأديرة والكنائس والجوامع والأماكن المقدسة لدى الأيزيدية جدير بالملاحظة والاعتبار كونه يمثل قمة التعايش الديني السمح والحرية الدينية التي يدعو لها الأيزيدي وتقدسها الديانة الأيزيدية وتعاليمها ، ومثل ذلك في قضاء سنجار .  

    والقارئ الذكي لا يفوته القصد السياسي من هذا الطرح الذي ما أنفك يدعو الى تعريب الشعب الأيزيدي رغم انفه ورغم كل الحقائق التاريخية وحملات التعريب المتواصلة والتي انطلت على عقول البعض من الحريصين على المصلحة القومية والتي كان الشعب الأيزيدي ضحيتها  ، وأن الحملات المنظمة  التي قامت ضد الأيزيدية لم تتوقف ومن ضمن هذه الحملات قرارات الترحيل عن الأرض وأسكان العشائر العربية والتغيير الديموغرافي لطبيعة المنطقة السكانية ومحاولات الإيقاع بين الأيزيدية والعشائر العربية في المنطقة ومحاولة اغتيال الأمير خيري بك وفرض السلطة على الأيزيدية في المناطق التي تحـت سيطرتها تسجيل أنفسهم كعرب ،  أضف لكل هذا عدم وجود عشيرة عربية واحدة من بين كل العشائر التي تتشكل منها الطائفة الأيزيدية ، وكل هذا يتناقض مع الدعوة التي تزعم بأن الشعب الأيزيدي من العرب وليسوا من الأكراد  رغم اللغة الكردية التي يتكلمها هذا الشعب ورغم التطابق الاجتماعي في التقاليد والأعراف الكردية الواحدة ورغم عدم إمكانية تعايش الأيزيدية كأقوام خارج مناطق سكناهم وهو ما عجزت عنه السلطة حين قامت بترحيل الشبك الى مناطق عربية وترحيل العوائل الكردية المسلمة الى جنوب العراق  بينما لم تستطع المجازفة في ترحيل الأيزيدية الى مناطق جنوب ووسط العراق بالنظر لخصوصيتهم الدينية ، فأقدمت على تهجيرهم ضمن مناطقهم ومحاولة تحديد وتقييد حركتهم في المجمعات السكنية المحروسة والمضبوطة من السلطة .  

    أن الأيزيدية شعب مستقر منذ القدم في المناطق المتداخلة مع منطقة كردستان العراق أو داخل مساحة منطقة كردستان العراق  أذ تقع قراهم ومزاراتهم ومراقدهم الدينية المقدسة في المناطق الواقعة تحت سيطرة الأكراد وقسم آخر يقع  تحت سيطرة السلطة ،  ولم يعرف التاريخ هجرة للأيزيدية ألا في حالات الهروب والالتجاء الى الجبال والأماكن الصعبة تخلصاً من القتل والإرهاب والدمار الذي أصابهم نتيجة اعتقادهم الديني ، وقد ظهرت الهجرة الى البلدان الأوربية في الزمان الحديث  وبالنظر لخصوصية ديانتهم وارتباطهم في المنطقة دينيا واجتماعيا واقتصاديا فقد صعب الأمر على السلطات المتعاقبة في محاولة تشـتيت شملهم ، وقد جاء في مفصل جغرافية العراق للمرحوم طه الهاشمي ( بأن الأيزيدية من الأكراد ) وعبر عن ايزيدية الشيخان بالداسنيين .  

    والدا سنيون كما هو معروف من الأكراد الذين كانوا يقطنون سلسلة جبال داسن ، وذكر مثل ذلك ياقوت الحموي في معجم البلدان ، وتطلق الآن على جبال المزورية ، علماً بأن عشيرة مزوري ترجع بالأصل الى الآشوريين ، وأن عشائر الشيخان الأيزيدية هم أحفاد تلك العشيرة التي كانت تعيش في هذه المنطقة منذ فجر التاريخ . 

    أما سلسلة جبال زاكروس فقد سكنتها السلالات الكردية ومنها تشكلت عشائر الأيزيدية في سنجار وحلب وطور عابدين وديار بكر .

ومن استعراض لأسماء العشائر الأيزيدية نستطيع التأكد من انتسابها الكردي الجازم بالقطع فعشائر الخوركان على سبيل المثال هم القيران وسموقة وهسكان وآل دخي وجلكا وجلكان وموسانة وجفرية وحليقية وهويرية وكور كوركا ومندكان ورشكان وشرقيان ثم عشائر المهركان والموسقورة وباستكي وبله سيني وحكاري و  خيسي والد وسكي والطازي وقائدي وروزكي والد نادية وموسانة وآديان ومروان وطورنان وماسكي والكركية وسروج والبيرة جك ورشا ومحمودي والبركع والحراقي والقوال والقائدي والد نبلي والبلسيني ،  وحتى لا أطيل عليكم ونصل لحد الملل في قراءة أسماء العشائر الأيزيديـة  ألفت النظر الى عدم وجود أسم واحد لعشيرة عربية واحدة من بين تلك الأسماء المتوزعة على شتى بقاع الأرض التي يسكنها الأيزيديون مع أنني لاأنفي وجود عرب بينهم استطاعوا الاندماج معهم والانصهار في ديانتهم لأسباب عديدة وكما يقول أبن خلدون في مقدمته أن بعضاً من أهل الأنساب يسقط الى أهل نسب آخر بقرابة إليهم أو حلف أو ولاء أو لفرار من قومه ... ومازالت الأنساب تسقط من شعب ويلتحم قوم بقوم آخرين ... 

    إضافة الى كون الكتابات التاريخية التي وصلت أشارت الى كون سكنة المنطقة هم خليط من الآشوريين والميديين الذين سكنوها حوالي القرن العشرين قبل الميلاد ، ولما انقرضت دولة الآشوريين على يد الفرس والميديين سنة 538 قبل الميلاد أندمج الشعب الآشوري بشكل طبيعي مع الشعب الميدي ، والأكراد هم الأحفاد الأقحاح للميديين ، وفي حينه هاجر الأكراد الى جبل سنجار وسكنوه جنباً الى جنب مع العشائر العربية .

    وفي الفصل الثالث من كتاب ( مصحف رش ) جاء :- (( كان لنا ملك في بابل أسمه بختنصر ، والأخر في العجم أحشو رش ، أو في القسطنطينية أخر اسمه أغريقالوس )) ، والمتابع قراءة فترات التاريخ للملوك المذكورين بختنصر : نبوخذ نصر في بابل و أحشو رش : أحشار ملك ميديا الفارسي واغريقالوس حاكم القسطنطينية وبين الملوك الثلاث تحالفات ومعاهدات وعلاقات مشتركة تصل لحد المصاهرة ليس لها سبب منطقي سوى الاعتقاد الديني المشترك ، أذ كان جميع هؤلاء مشتركاً  يدينون بدين الأيزيدية القديم . 

    ومن حقائق التاريخ الثابتة كون اللغة التي يتكلمها الشعب الأيزيدي هي اللغة الكردية وأن تحدثهم بالعربية بحكم تعاملهم ومجاورتهم للعرب وبحكم التعايش الطويل  والضرورة في أمور الحياة  والحاجة  والتواصل فيما بينهم ، غير أن المدقق يلاحظ نطقهم اللغة العربية لم يكن خالصاً مثل نطق أبن البصرة أو الموصل مثلا لأن اللكنة الكردية تبقى بارزة وواضحة مع بقاء الكثير منهم في المناطق البعيدة عن الاختلاط بالعرب لا يتكلمون العربية ولا يفقهون منها حرفا واحدا، وقد وجدت صعوبة بالغة في التفاهم مع أيزيديـــة من منطقة ( كرسي ) في أقصى جبل سنجار عند قيامي بزيارة تلك المنطقة التي لا يسكنها سوى أيزيدية ولا يتكلمون سوى الكردية  .

    كما أن تواشيحهم الدينية التي يرددها القوالون في المناسبات والأعياد الدينية تكون باللغة العربية التي  تتخللها اللغة الكردية ،  وأن جميع التراث الديني الذي يحفظه القوال يردد أغلبه  باللغة الكردية ، وهذه التواشيح جزء من الموروث الديني الشعبي للأيزيدية ،  وقد تمت صياغته من قبل رجال الدين والشعراء على الأغلب في أيام الشيخ عدي بن مسافر ، إذ كانت جميع النصوص المقروءة والمغناة تتم باللغة الكردية وعلى الرغم من عدم توثيق وجمع هذا التراث بشكل مستقل ومحدد من قبل جهة مختصة بهذا الشأن من الأيزيدية  ،  مع أن دراسات مهمة وعلمية وتتصف بالغزارة من قبل المهتمين بالشأن الأيزيدي كانت قد صدرت منذ مدة مما يتطلب جمعها وتوثيقها خدمة للأجيال القادمة التي بدأت تفقد هذه المسألة أثناء انشغالها في أمور حياتها وخلال تبعثرها في العديد من دول العالم  . 

    أن عدم وجود علم من أعلام العرب بين الأيزيدية طيلة هذا الزمن الطويل والذي لم تخلو منطقة من المناطق منهم يعزز القناعة كون الأيزيدية حافظت على انغلاقها ونقاء دمها  ولم تتعرض لموجات الاندماج العشائري تاريخيا ولا تبعثرت عشائرها بين بقية العشائر في المنطقة  مع أن معالم  الحياة بين الأيزيدية وبين العرب شكلت انسجاما وتسامحا في الكثير من المدن التي يسكنها العرب بكل دياناتهم  ومذاهبهم  الا ان هذا الأمر زاد من تقوقع الأيزيدية وأنغلاقهم داخل مجتمعهم .  

    أن الطائفة تعني الجماعة من الناس الذين يجمعهم الرأي أو المذهب الذي يتميزون به عن سواهم وعليه فأن الأيزيدية طائفة من الطوائف الدينية باعتبارها تتميز بمذهبها عن بقية الطوائف والملل ،  وأن المذهب الذي يعتقدون به هو منهج لفهم تعاليم الدين القديم ، ولكل دين من الأديان مهما صغر أو كبر كتاب أو كتب مقدسة تحتوي على النصوص الأساسية التي تتحدث عن أسس الدين وتعاليمه  ، بالإضافة الى ترانيم وتواشيح وصلوات دينية .

    ثم أن القدرة التي توفرت لدى الأيزيديــــة رغم كل المصائب والمصاعب والمحن والنكبات بالمحافظة على أسس عقيدتهم ودينهم ( الذي يخلو من الأحقاد والضغائن )  وصمودهم ضد من قاموا بتلك المجازر وضد من يصدر الفتاوى يستبيح دمائهم وأموالهم ، وبقائهم كل تلك الفترة صامدين متمسكين بهذا الدين وبتقاليدهم الاجتماعية وطقوسهم الدينية وموروثهم الشعبي .. أليس هذا جديراً بالاهتمام والالتفات والدراسة !!.

 


اهلا وسهلا بيكم في موقع الجراحية
 
نافذلا الشمس يا شنكال
 
نافذة الشمس يا شنكال


جبالها تشع كالياقوت.. ومروجها عاصمة للتوت
نافذة الشمس إلى الجبال والثلوج والمروج والسهول
نافذة الشمس إلى الناس الذين يزرعون الخير والصفاء
مدينة سلطانها الحب وشعبها السلام والطيبة والنقاء
أبناؤها عائلة تجيد حب الله تجيد كره الظلم والدماء
ميّزها التسامح النبيل والإخلاص والعطاء
منذ مجيء الخير والشر إلى الدنيا عادلة الميزان
تنحاز للحق وللصدق وللإحسان
هي واحة الأمان وزهرة الوديان
وتوحّد الإنسان بالإنسان..
حتى غدت شنكال أنموذج الحب على مدى الزمان
.. شنكال.. لأنك عفيفة الوجدان
غنية التاريخ والأرض.. شهية الأغصان
أثرتِ شهوة اللصوص والقرصان
فحاولوا.. كم حاولوا وحاولوا أن يجعلوك ساحة للنار
ويحطمون الجبل الراسخ و ـ لالش ـ المزار
لكنهم لم يفلحوا فلم يزل تينك رغم النار يا سنجار
شنكال يا عرين.. شنكال يا أميرة عالية الجبين
ما زلت درعاً تقهر الطغاة والغازين
.. واليوم يا حمامة العراق.. اليوم يا عاشقة الأبيض يا بيضاء
عاد لكِ الأعداء.. عادوا كما يعود الداء والوباء
بالنار.. بالديناميت ينسفون بيتك السعيد
بالغدر.. بالفتنة.. يرهبون شعبك العنيد
ويسرقون فرحة الأطفال يوم العيد
ليشردوا النساء والشيوخ والشباب
ليقطعوا الجذور ليفرّقوا الأحباب
شنكال.. يا صابرة على عصور القهر والعذاب
لا تسمحي لمخلب المغول أن يدنس الأبواب
لأنك المشاعل لأنك السنابل لأنك الجبال والهضاب
فإنك أبقى وأقوى من يد الإرهاب
وهل يموت الحب والجمال.. يا جميلتي شنكال؟
وهل تموت الشمس والنجمة والهلال؟
محال يا شنكال..
كريم العراقي
 
البارحة بالحلم
حبيبي باحضاني
بوسني من وجنتي
وطفاني نيراني
كتله اقترب عوضلي حرماني
اموت حسرة وقهر لو لحظة تنساني
وارضى اعيش ب سجن لو انت سجاني
يا عمي هذا حلو للموت وداني
هو الي حرق مهجتي
وهو الي داواني
شفى فستق حلب ودلع صبياني
وصحيت من نومتي وانت بوطن ثاني
كلمات الشاعر العراقي الكبير كريم العراق
من انا
 
انا نشات خلات احد ابناء قرية الجراحية خريج السادس العلمي
وساكن حاليا في مدينة اولدنبورك الالمانية وعمري 21 سنة ---
 
عدد الزائرين 3957 Besucherhier!
اتمنى ان ينال اعابكم Diese Webseite wurde kostenlos mit Homepage-Baukasten.de erstellt. Willst du auch eine eigene Webseite?
Gratis anmelden